الخميس، يوليو ٠٦، ٢٠٠٦

محبوبتى لا تخون أبداً

سألتٌ نفسى يوماً ما: متى سأتوقف عن حبها؟ أجبتها مباشرة: عندما تتوقف دقات القلب.نعم, فهذه حقيقة ما أشعر به نحوها. تمتد علاقتى بها إلى عدة سنوات ماضية, لم أكن أعرفها من قبل, كنت فقط أسمع عن حب الجميع لها و لا أعرف لماذا كل هذا الحب إلى أن عرفتها, فأحببتُها ثم زداد حبى لها يوماً بعد يوم إلى هذه اللحظة التى أكتب فيها هذه الكلمات اعترافاً بحبى لها. توقعتُ أن يكون إنجذابى لها شىء عابر و سيزول بمرور الوقت عندما أشعر بالملل و الضجر منها, و لكن إذ بها تأخذنى من كل شىء أحببته أو تصورت إنى أحببته و تأسرنى إلى الآن.
محبوبتى التى أتكلم عنها هى القراءة, و لا تتعجبون من أن أصفها بمحبوبتى, ألا تستحق ذلك!
وجدت أن الانسان عندما يحب لابد أن يقدم الكثير و الكثير لإثبات حبه, و فى بعض الأحيان من الممكن أن يتعرض
للخيانة أو للخسارة المعنوية من محبوبه, و لكن فى حب القراءة و الاطلاع ستجد قاعدة الحب المتعارف عليها مختلفة, القاعدة الأساسية هنا هى العطاء بلا حدود و لا وجود للخيانة هنا أبداً, كل ما عليك أنك ستهديها حبك و ستمنحك فى المقابل العلم و المعرفة و نور العقل و القلب, و يا له من مقابل ثمين ستحصل عليه. بالطبع أنا لا أدعو أن يهجر كل انسان حبيبه مقابل هذا الحب و لكن أحببت أن تشاركونى فى حب لون آخر من ألوان الحب.
الكل يشكو من الفراغ و الملل و الكتب تشكو من الهجر و تنادى دائماً هلموا إلى و ستجدوا عندى الراحة النفسية و الهدوء و لن تشكو و أنتم بصحبتى و لكن هل من مجيب لها؟ فالعقول فى أشدة الحاجة للغذاء القراءة. و جدت فى الكتب الملاذ الآمن الوحيد الذى ألجأ إليه فأنا دائماً برفقة الكتاب, ألم أقل لكم من قبل أنى لا زالت أسيرة هذا الحب إن القراءة كالبحر تبحر فيها كيفما تشاء و متى تشاء بلا حدود, تأخذك فى استراحة قصيرة من عالمك إلى عالم الكتاب الصغير الذى بين يديك. لقد أضأت القراءة حياة الكثير من الناس, فهى كالمصباح الذى يضىء درب حياتنا.
أحمد الله تعالى أنى عندما بدأت أقرأ لم أجد أمامى فى مكتبتنا إلا الكتب الدينية التى حددت لى اتجاهى فى القراءة النافعة الذى لا أستطيع أن أغيره الآن و أنا فى منتصف الطريق و الفضل يرجع لوالدى الذى طالما حثنى على قراءة هذه الكتب لكى أجد فيها إجابة لكل سؤال و حل لأى مشكلة تواجهنى.
فالعبرة ليست فى القراءة فقط و لكن ماذا أقرأ هذا هو الأساس, اذا لم تقدم لى شىء مفيد فلا فائدة منها على الاطلاق. يكفى أن أقول فى النهاية أن أول آيه نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم هى أقرأ, هى أمر من الله تعالى للأمة الإسلامية.

هناك تعليق واحد:

abderrahman يقول...

لقد اخترت الصواب
حاولي كمان تنوعي في اطلاعاتك
بالتوفيق
:)