لطالما تعودت أن أضع باقة من فروع نبات الريحان فى زهرية أمامى, فهو نبات ذو رائحة عطرة جميلة. كل يوم تذبل إحدى ورقاته و قبل أن تسقط يظهر برعم جديد و هذه هى دورة حياة كل النباتات, و أعلم أن الجميع يعرفون ذلك تمام المعرفة و أنه ليس بشىء الجديد عليهم.
لكن وجدت أن دورة حياة هذا النبات تشبه إلى حد كبير أيامنا التى نحياها و لكن باختلاف .
اذا كانت ورقات الريحان قبل أن تموت يظهر بديل عنها ببراعم جديدة, فمعظم أيام الكثير من الناس تمر عليهم مرور الكرام و لكن هذه المرة بدون أدنى فائدة تعود عليهم.
كل يوم يسقط من العمر لن يعود مثل الورقة التى ذبُلت و ماتت, و لكن لابد أن نسأل أنفسنا قبل انقضاء اليوم : هل قدمنا لأنفسنا أو لمن حولنا شىء مثمر و نافع لدنينا و آخرتنا مثلما أثمر فرع الريحان على برعم جديد؟
إذا لم يكن نمو البراعم مكافاً لموت الورقات , هل كان سيصبح النبات دائماً ينبض بالحياة ؟
هل كنت سأتركه أمامى دائماً لو كان ذابل و قبيح؟
بالطبع لا, فلماذا أترك أيامى ذابلة و أنا أستطيع أن أُُُُحيها بالعمل المثمر المفيد.
لقد عاهدت نفسى أن لا أترك أيامى تذهب هبائاً, سأستعين بالله ليضىء لى طريق الفلاح الذى أنشده
سأنافس الريحان فى براعمه, لن يثمر وحده كل يوم برعم جديد و أنا أيضاَ سيكون لى بمشيئة الله يعالى برعم جديد كل يوم متمثل فى عمل جديد, و فى كتاب جديد أقرائه.
لا تدع أيامك تسقط يوم تلو الآخر, حاول أن تستثمرها على قدر المستطاع. كل يوم لابد أن يكون له ما يكافأه من العمل و الاجتهاد. نحن لم يخلقنا الله لنركن إلى الخمول و الراحة, و الله إنى لم أجد مطلقاً أدنى سعادة فى الراحة و لكن وجدتها فى العمل النافع.
أتمنى أن يسأل كل انسان نفسه ماذا سأقدم لليوم و للغد؟
لا يمكن أبداً أن يكون الأمس مثل اليوم مثل الغد لا جديد فيه, لا تدع أيامك مثل الأمواج المتلاطمة تقود سفينتك, أنت القائد و أنت من يقرر أين سترسو سفينتك على مرسى النجاح أم على ماذا بالضبط؟
هناك ٦ تعليقات:
سلام عليكم
اغلب المعانى اللى بتكتبيها روحانية او فيها قدر من التفكر غير طبعا الحاجات الايجابية الكتير , من كتر متابعة المدونات قلما اجد حد بيكتب بعيد عن السياسة والهموم وبيكتب كلمات فيها معانى ايجابية او تفكر .. لاقيت ده فى مدونتك ومدونات اخرى بتكسر حدة مشاكلنا العامة ..بس بتخلى الواحد يحس لدقائق قليلة ان الحياة جميلة وفيها هدوء رغم ان ده قليل اوى لما بنشعر بيه.. فعلا زى ما قال الاستاذ عمرو خالد فى احد شرايطه عن التفكر .. احنا محتاجين اجازة للتفكر فقط
طبعا انا معاكي جدا في كل الكلام اللي اتفضلتي وقولتيه ، وعلي فكرة الجميع يعلم ذلك نمام العلم . المشكلة في أننا لا نعرف من أين نبدأ وإلي أي الجهات ننصرف . حياتنا يملؤها الضباب . أنا لا ادعو الي الاكتئاب من خلال كلماتي ، ولكني فقط اضع نصب عينيك الحقيقة كاملة . كطثيرا ما أخبرت نفسي بما قلتيه أنتي ولكن لا جدوي من الكلمات الفارغة من نشاط حقيقي ومعني عملي
عليكم السلام,
أكثر ماأكره فى الحياة هو التقليد, انتشرت المدونات التى تكتب فى السياسة و نظام الحكم و كثير من المدونات تحمل اسم (بحب مصر حتى النخاع) و آخر بعشق ترابك يا بلدى, كما لم كانت هى دى الوطنية و لا يوجد شىء آخر ممكن يتعمل غير أعمل مدونة فى حب مصر و الأخ أو الأخت وجودها موضة فالكل بيقلد الكل .
على العموم أشكرك على زيارة يا عبد الرحمن
تحية معطرة للأخت ورد, أعتقد أن تشريفك لى فى البلوجى المتواضع سببه انجاذب الورد لرحيق الحياة.
أنا سعيدة جداً بوجودك و أتمنى أن أسمع تعليقاتك .
بالنسبة لما قلتيه أن لابد من العمل و النشاط الحقيقى لكن افترضى لم يقدر لكِ الله فى الوقت الراهن العمل, ماذا ستفعلبن؟
ستنتظرى بالطبع , إذا كل ما أقوله فليكن وقت انتظارك مثمر عن شىء مفيد فقط.
انا مش شايف ان ده غلط ان ناس حاسة بصعوبة الحياة فى بلدها وكثرة المحبطات وبتكتب عشان تفرغ شحنة او بتجتهد فى تحليل احداث او تدوين اراء خاصة عن الوضع السياسى العام او بيقوموا بدور معارض على النت عجزت الاحزاب بخطوطها الحمراء والصحف التى لها سياسة تحريرية خاصة .. ما اقصده انه لا يعيب احد ان يعبر عن حبه لبلده واحلامه لها حتى وان بدا مبالغا فى احلامه او فى وصف حبه لها لان المبالغة دى سببها هو جفاء الحياة والحلم بعودة مصر الى نضرتها..اللى قصدته فى تعليقى ان التنوع جميل ومفيد وان مفيش مانع ابدا نناقش همومنا وسلبياتنا ..لكن..دون ان نفقد الأمل ونقتل روح الايجابية بداخلنا لانها الدافع الوحيد للتغير
لكى نكون صادقين أكثر نسبة كبيرة من المدونين و ليس كلهم عندما تقرأمدونتهم لا تستشعر صدقهم فى الحديث. السبب الرئيسى فى اقبال القراء على أى مدونة مهما كان موضوع تدوينها هو الصدق , تقرأفعلاً كلام من القلب و ليس فقط أنى وجدت أن الموضة السائدة هو التدوين نقوم نديها تدوين.
عندما قررت أن أدون كتبت كل ما شعرت به بصدق تام و يشهد الله على ما أقول.
شكرأ مرة تانية على الزيارة!
إرسال تعليق