الجمعة، يونيو ١٦، ٢٠٠٦

و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

سألتنى أم و هى تشتكى لى ابنها : لماذا ابنى يسىء معاملتى و يقسو على و غير بار بى؟ و أجد ابن جارتى يحسن لأمه و بار بها.نظرت لها وهى بائسة و أجبتها : سيدتى اسمحى لى أن أسالك : هل كنت بارة بوالديك؟ أجابات: بالنفى. هل أحسنت اختيار زوج صالح لك؟ أجابت أيضاً : أنها أختارت زوجها لأنها أعجبت بمظهره الخارجى و ثرائه فقط سيدتى اسمحى لى أن أجبيك بصراحة: الآباء هم قدوة الآبناء و هم مثلهم فى كل شىء و لابد أن يعلم أى أب أن يوماً ما سيكون ابنه مرآة له عندما ينظر فى هذه المرآة سيجد صورة من نفسه فيها بكل ما فيها من صفات حميدة و خبيثة. سيدتى قبل أن تنظرى إلى أبناء جارتك انظرى أولاً إليها ثم إلى زوجها, تأملى جيداً و ستجدى أن جارتك أحسنت إلى نفسها أولاً ثم إلى أبنائها من بعدها عندما اختارت زوجاً صالحاً يقربها إلى الله, و هى من وضعت البذرة الطيبة بتفضيلها الدين و الخلق على أى أهواء زائلة. أحسنت لأبنائها باختيار المربى الفاضل الذى سوف يغرس فيهم حب الله و طاعته و اجتناب معاصيه والآن هى تحصد ثمار الخير و البر. و أنت ماذا فعلت؟ أنت من أسأتى الاختيار, و أنت من وضعت البذرة الخبيثة بعدم احسان اختيار الزوج الصالح و سعيك وراء أهوائك الزائلة كما لو كان نتيجة اختيارك ستنصب عليك وحدك و ليس على أبنائك من بعدك و الآن تنتظرى حصاد ثمار طيبة مثل جارتك كيف سيدتى ؟ إذا وجدتى يوماً ما من يزرع الأشواك و يحصد الأزهار عندئذ ستحصلين على الإحسان الذى تبغيه. سيدتى فاقد الشىء لا يعطيه و لو كانوا وجدوا الإحسان منك عند الصغر كانوا سيردوا لك عند الكبر.إن الأب الصالح للأسرة بمثابة البستانى الماهر للحديقة الذى يربى أبنائه على مكارم الأخلاق ليشبوا أشجار طيبة يستظل بخيرها.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.