لم أتعود أن أكتب فى مدونتى عن الأحداث الجارية فى بلدى المنصورة –دائماً- مصر المحروسة لأسباب عدة منها أن كثير من المدونين يتناولون ذلك فلا داعى للتكرار طالما لن أجد ما أضيفه و لكن فكرت و وجدت أن لكل انسان زواية لرؤية يرى من خلالها ما لا يراه الآخر, فنظراً إلى أن معظم المدونين زواية رؤيتهم فد نكون سياسية بحتة, أما أنا سأتناول الموضوع من زواية أخرى
سؤال مهم: ماذا ستستفيد مصر أو باللأحرى الشعب المصرى من نقل تمثال ( فرعون) من الميدان إلى المتحف بتكلفة عدة ملايين؟ سيردد الكثيرين قائلين: لأجل السياحة وتأثرها الايجابى على الدخل القومى, سأرد أنا: على الرغم من أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم, فإنها فى ذيل قائمة الدول الأكثر جذاباً للسياح علماً بأن الدول المتقدمة عليها فى القائمة لا تمتلك هذه الآثار و لا هذه الحضارة. ماذا عاد على الشعب المصرى المعصور مثل الليمون حيث أن الليمون فى حالة عصر دائم و كذلك الشعب!!!!! و لكن خلاصة عصر الشعب يستخلصها الصفوة؟ لن يستفيد الشعب شىء إذا كانوا نقلوه الهرم أو ألقوه فى النيل, و تجد الفضائيات و هى تغطى هذا الحدث العظيم و تُجرى حوار مع المارة حول رأيهم فى نقل التمثال كانت ردود المارة غاية فى البلاهة, منهم من أجاب بضرورة نقله حتى لا يؤثر عليه العادم, يعنى الصنم خايفين عليه من العادم و اللى نقلوه مش خايفين عليكم أنتم البشر!! كلام غريب دال على أن الذى يتكلم ليس لديه أدنى تركيز أو وعى , و منهم من قال أنا شايف ابتسامة على وجه(فرعون) لأنه حاسس أنه سينقل من هنا و لا حول ولا قوة إلا بالله..... أول شىء أن المال المنفق فى هذا الموكب الأسطورى كان أحق به المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج, أليست مستشفى سرطان الأطفال التى يتسولون لها من كل حدب و صوب أولى بهذه الملايين من أن تًنفق على هذا الصنم. ثانى شىء: هذا التمثال المُعظم و الذى وجدت أن كوكبة علماء الآثار الأجلاء كادوا يسجدون له مع أن هذا الفرعون صب الله عليه العذاب و لعنه أكثر من مرة فى القرآن, تخيلوا يُعظموا من قال ( أنا ربكم الأعلى) بالله عليكم أين العقول؟ و أين الدين؟ و ماذا كانت النتيجة بعد تكريم من قال أنا ربكم الأعلى؟ اصطدام قطارين, ثم توقعات بفيضانات و مصائب لا حصرة لها . لا داعى أن يسأل أحد نفسه لماذا هذا البلاء؟ لان الاجابة: أنه غضب الله . أن أى بلد تذكرنى بالأسرة و ربها, فعندما تجد مثلاً الأسرة نفسها واقع عليها سيل عارم من الكوارث لابد أن يجتمعوا مع بعض و يسألوا أنفسهم: ما هو الخطأ الناتج عنه هذه المصائب و من المسئول, فاذا كان رب الأسرة هو المخطأ ليس بالضرورى أن يتمادى الأخرين فى الخطأ حتى نغرق جميعاً, كل انسان سيسأل عن نفسه و لن يسأل عن أخطأ راعيه بلا بالعكس كل راعى أسرة سيسأل عن كل رعاياه. الله هو العاصم لنا و هو المنجى من كل كرب فعلينا اللجؤ إليه دائماً
فى نهاية هذا الموضوع و بما أننا نتكلم عن الأحداث الجارية فى بلدنا, فقد قررت أن أختم بخاتمة تفائلية منجاوية حيث أن انتاج المانجو جاء كثير جداً هذا العام لذلك على جميع أبناء مصر المحروسة أن يأكلوا و يستمتعوا على قدر المستطاع و يخزنوا مانجو فى الفريزرات حتى يتسنى لهم الحصول على عصير مانجو فريش طوال العام, لأن ربما القائمين علينا يقرروا فجأة نقل أشجار المانجو مثل ما نقلوا التمثال !!! ما هو كل ما فيه المصلحة بيتفانوا فى تنفيذه على وجه السرعة .