الجمعة، يونيو ٣٠، ٢٠٠٦

أعجزت أن أكون مثل الريحان!

لطالما تعودت أن أضع باقة من فروع نبات الريحان فى زهرية أمامى, فهو نبات ذو رائحة عطرة جميلة. كل يوم تذبل إحدى ورقاته و قبل أن تسقط يظهر برعم جديد و هذه هى دورة حياة كل النباتات, و أعلم أن الجميع يعرفون ذلك تمام المعرفة و أنه ليس بشىء الجديد عليهم.
لكن وجدت أن دورة حياة هذا النبات تشبه إلى حد كبير أيامنا التى نحياها و لكن باختلاف . اذا كانت ورقات الريحان قبل أن تموت يظهر بديل عنها ببراعم جديدة, فمعظم أيام الكثير من الناس تمر عليهم مرور الكرام و لكن هذه المرة بدون أدنى فائدة تعود عليهم.
كل يوم يسقط من العمر لن يعود مثل الورقة التى ذبُلت و ماتت, و لكن لابد أن نسأل أنفسنا قبل انقضاء اليوم : هل قدمنا لأنفسنا أو لمن حولنا شىء مثمر و نافع لدنينا و آخرتنا مثلما أثمر فرع الريحان على برعم جديد؟ إذا لم يكن نمو البراعم مكافاً لموت الورقات , هل كان سيصبح النبات دائماً ينبض بالحياة ؟ هل كنت سأتركه أمامى دائماً لو كان ذابل و قبيح؟ بالطبع لا, فلماذا أترك أيامى ذابلة و أنا أستطيع أن أُُُُحيها بالعمل المثمر المفيد.
لقد عاهدت نفسى أن لا أترك أيامى تذهب هبائاً, سأستعين بالله ليضىء لى طريق الفلاح الذى أنشده سأنافس الريحان فى براعمه, لن يثمر وحده كل يوم برعم جديد و أنا أيضاَ سيكون لى بمشيئة الله يعالى برعم جديد كل يوم متمثل فى عمل جديد, و فى كتاب جديد أقرائه.
لا تدع أيامك تسقط يوم تلو الآخر, حاول أن تستثمرها على قدر المستطاع. كل يوم لابد أن يكون له ما يكافأه من العمل و الاجتهاد. نحن لم يخلقنا الله لنركن إلى الخمول و الراحة, و الله إنى لم أجد مطلقاً أدنى سعادة فى الراحة و لكن وجدتها فى العمل النافع.
أتمنى أن يسأل كل انسان نفسه ماذا سأقدم لليوم و للغد؟
لا يمكن أبداً أن يكون الأمس مثل اليوم مثل الغد لا جديد فيه, لا تدع أيامك مثل الأمواج المتلاطمة تقود سفينتك, أنت القائد و أنت من يقرر أين سترسو سفينتك على مرسى النجاح أم على ماذا بالضبط؟

الأحد، يونيو ٢٥، ٢٠٠٦

من فضلك لا تدع شجرتك تموت و غذاؤها بين يديك

إن القلب الذى تنمو بداخله شجرة الحب لايمكن أن تنمو بجانبها شجرة البُغض أبداً. هذا قلب محب لكل الناس, و للخير, و إذا بَغَضَ فأنه سيبغض الباطل و المنكر و الشر فقط. محب دائماً للخير لنفسه و للجميع أيضاً. ما أجمل هذا القلب الطيب, و ما أقبح هذا القلب الباغض للخير لجميع الناس و المحب دائماً و أبداً للخير لنفسه! إذا أردت أن تمتلك قلباَ مثل هذا القلب الذهبى, فعليك بحب كل ما هو لله تعالى..... حب المعروف و حب العطاء, إنه حب كل ما يقربك إلى الله. لا يوجد أفضل من هذا الحب الراسخ فى القلب و الذى إن ذاق حلاوته الانسان, سيبقى سرمدى فى قلبه. كيف نترك حب يملىء قلبنا بالطمأنينة و السكينة؟
لا يمكن للانسان أن يتركه أبداً بل سيندم على ما فات من العمر بدونه. من فضلك أن تقتلع شجرة الكره و أن تزرع مكانها شجرة الحب. و أستحلفك بالله يامن تقرأ هذه الكلمات أن ترَوِى هذه الشجرة الطيبة فى قلبك أن ترَويها بذكر الله ( أَلاَ بِذِكرِ الله تَطمَئنُ القُلُوبُ) ارَوِيها بقراءة كتاب الله القرآن الكريم, و بدعاء الله أ ن يرزقك عملاً صالحاً يقربُك إليه و ستجدُها أثمرت .
ثمارها كثيرة لا تعد و لا تحصى, منها أن تجد نفسك دائماً مٌيسر لفعل الخير و لقول الصدق.
إن الانسان الذى وضع قدمه على هذا الدرب قد امتلك مفتاح سعادة الدنيا و الآخرة, و هذه السعادة لن يستصيع أحد أن ينتزعها منك.
بالله عليك أن تحرص عليها كحرصك على نفسك.

الثلاثاء، يونيو ٢٠، ٢٠٠٦

أحلامنا و ربيع العمر

عندما نصل إلى ربيع العمر تكون الحياة بنسبة لنا باقة من الأحلام و الأمانى الرائعة التى نطمح لتحقيقها و تحويلها من مجرد أفكار ترواد العقل و القلب إلى واقع جميل نعيشه. ربيع العمر لا يختلف كثيراً عن فصل الربيع, قضى الله أن يكون فصل الربيع أبهى فصول العام و أن تقع أعيننا فيه على كل ما هو جميل من زهور متفتحة, و أيضاً ربيع العمر هو أجمل محطات العمر فهو الشباب و هو الجمال و هو التألق, و لكن إذا كانت حكمة الله سبحانه و تعالى اقتضت أن يكون موسم الربيع هو موسم الازدهار دائماً ولا تبديل لسنة الله, ليس بالضرورى أن يكون ربيع العمر هو موسم قطف الآمال و الأحلام لكل انسان , و أعلم أن النفس تشتاق فى ربيعها إلى قطف زهور أحلامها. ماذا لو تحققت تلك الأحلام بعد مرور ربيع العمر؟ هل يوجد فرق بين أن نحقق الأمنيات فى شباب العمر أو بعد مروره؟ الأمانى واحدة و لكن الوقت تغير و مثلما يقولون لكل وقت آذانه أيضاً لكل حلم زمانه, و اذا تحققت الأمنيات فى غير
زمانها لا أعتقد أنها ستبقى بمثابة أحلام لنا, و ستتبدل سعادتنا بها .
لطالما وجدت أمنية طاعة الله فى كل صغيرة و كبيرة فى دفتر أحلام كثير من الناس و لكن أوان تحقيقها ليس الربيع و لكنه الخريف, و لا أعرف لماذا ؟ كما لو كان الله وهب لنا ربيع العمر لأجل أحلام الدنيا فقط! و لو وضعواهذه الأمنية شعاراً فى بداية الربيع, لما حزنوا على عدم حصاد كل أحلامهم فى هذا العمر. و تبقى هذه الأمنية تسعد الانسان فى كل وقت ولا ترتبط بأى زمان, و لابد أن تكون بمثابة رغبة صادقة فى قلب كل مسلم يسعى طوال فصول عمره لتحقيقها, و هى أن يرضى الله تعالى. اللهم ارضنى بما قضيت لى و بارك لى فيما أبقيت حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت إنك سميع الدعاء.

الجمعة، يونيو ١٦، ٢٠٠٦

و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

سألتنى أم و هى تشتكى لى ابنها : لماذا ابنى يسىء معاملتى و يقسو على و غير بار بى؟ و أجد ابن جارتى يحسن لأمه و بار بها.نظرت لها وهى بائسة و أجبتها : سيدتى اسمحى لى أن أسالك : هل كنت بارة بوالديك؟ أجابات: بالنفى. هل أحسنت اختيار زوج صالح لك؟ أجابت أيضاً : أنها أختارت زوجها لأنها أعجبت بمظهره الخارجى و ثرائه فقط سيدتى اسمحى لى أن أجبيك بصراحة: الآباء هم قدوة الآبناء و هم مثلهم فى كل شىء و لابد أن يعلم أى أب أن يوماً ما سيكون ابنه مرآة له عندما ينظر فى هذه المرآة سيجد صورة من نفسه فيها بكل ما فيها من صفات حميدة و خبيثة. سيدتى قبل أن تنظرى إلى أبناء جارتك انظرى أولاً إليها ثم إلى زوجها, تأملى جيداً و ستجدى أن جارتك أحسنت إلى نفسها أولاً ثم إلى أبنائها من بعدها عندما اختارت زوجاً صالحاً يقربها إلى الله, و هى من وضعت البذرة الطيبة بتفضيلها الدين و الخلق على أى أهواء زائلة. أحسنت لأبنائها باختيار المربى الفاضل الذى سوف يغرس فيهم حب الله و طاعته و اجتناب معاصيه والآن هى تحصد ثمار الخير و البر. و أنت ماذا فعلت؟ أنت من أسأتى الاختيار, و أنت من وضعت البذرة الخبيثة بعدم احسان اختيار الزوج الصالح و سعيك وراء أهوائك الزائلة كما لو كان نتيجة اختيارك ستنصب عليك وحدك و ليس على أبنائك من بعدك و الآن تنتظرى حصاد ثمار طيبة مثل جارتك كيف سيدتى ؟ إذا وجدتى يوماً ما من يزرع الأشواك و يحصد الأزهار عندئذ ستحصلين على الإحسان الذى تبغيه. سيدتى فاقد الشىء لا يعطيه و لو كانوا وجدوا الإحسان منك عند الصغر كانوا سيردوا لك عند الكبر.إن الأب الصالح للأسرة بمثابة البستانى الماهر للحديقة الذى يربى أبنائه على مكارم الأخلاق ليشبوا أشجار طيبة يستظل بخيرها.

الخميس، يونيو ٠٨، ٢٠٠٦

عن ماذا نبحث أولاً ؟ الوجه أم القلب

دائماً تهفو قلوبنا و تلمع عيوننا لأصحاب الوجوه الجميلة, البريئة, و النقية, و لكن هل سألنا أنفسنا هل يمتلكون قلوب مثل هذه الوجوه؟ هل الأساس هو جمال الوجوه و نقائها أم جمال القلوب و صفائها؟ هل نحب بعضنا طبقا للجمال الظاهرى أم الباطنى؟هل يستطيع أحد أن يعيش مع أحد منحه الله الجمال الخلقى و لكن لا يتمتع بنقاء قلبى؟ إذا كان أحد يستطيع فأنا لا أقوى أن أعيش و أتعامل مع أى شخص قلبه مريض بالكره و الحقد على العالم أجمع . لابد أن يكون جمال الوجه مكمل للقلب ولكن لا يكون الأساس. فالحياة الزوجية بنيت على المودة و الرحمة و هما محلهما القلب و ليس الوجه.الكل يهتم بتجميل الوجه لأنه محط أنظار الناس و لا يعير أدنى اهتمام بتجميل و تطهير القلب المطلع عليه الله وحده, هل أصبح الناس أهم عندنا من الله خالقنا ؟ مع أن تجميل الوجه يكلفنا أكثر بكثير من القلب و سيسألنا الله عن قلوبنا فقط. تخيلوا معى و قد أصبح هم كل شخص تطهير و تنقية و تجميل قلبه من الكره و الحقد و الحسد, تخيلوا معى كيف سيكون شكل التعاملات و العلاقات بين الناس , بالطبع سيسود الحب إن الأمر ليس بالعسير, علينا أن ندعو الله فى كل صلاة أن لا يجعل فى قلوبنا غلاً للذين امنوا, و أن يطهر قلوبنا أمين يا رب العالمين

السبت، يونيو ٠٣، ٢٠٠٦

الجميل لا يصنع إلا الجميل

إذا تاملنا هذا المثل الانجليزى , سنجده موجود فى حياتنا بكثرة. هناك أشخاص كثيرة فى الحياة اذا نظرنا إلى كل ما نناله منهم سنجده مثلهم تماما. فاذا ربطتنا علاقة صداقة بانسان مهذب و صالح و أنعم الله عليه بالأخلاق الحسنة, فأنا أكاد أقسم أننا لن نجد منه إلا كل خير. فاذا أراد أى شخص أن يعرف قيمة صديقه فلينظر جيدا إلى ما يجده منه, هل هى النصيحة و الاخلاص و الحب فى الله أم ماذا بالضبط.لابد أن نعترف جميعا أن الصاحب ساحب و أن المرء على دين خليله
مثل قول الشاعر:
أنت فى الناس تقاس *** عما أخترت خليلا
فاصحب الأخيار تعلو *** و تنل ذكراً جميلا
.فكلمة الصداقة مشتقة من الصدق بمعنى أصح الصدق هو القاعدة الأساسية بداية من الصدق فى الحديث إلى أخر الأمر و أتعجب من الأصدقاء الذين يكذبون على بعضهم و يعتبرون أنفسهم أصدقاء فهم لو تأملو معنى كلمة الصداقة لسخروا من أنفسهم على ما يفعلون.إن الصديق الحقيقى هو من يصمد معى فى السراء و الضراء ليظهر معدنه الأصلى فإذا اجتاز معى الاختبار سيكون مثل الذهب و إذا كنا نحتفظ بهذا المعدن النفيس فى مكان آمن نظراً لقيمته المادية العالية .فسأضع صديقتى فى مكان أكثر آماناً و هو قلبى
بالنسبة إلى: حبى لأى شخص أساسه هو الصدق ثم الصدق...... يكفينى هذا فى علاقتى مع صديقاتى و قريباتى. ألم نسأل أنفسنا مرة لماذا نحب جميعا الأطفال؟ الإجابة ببساطة شديدة: لصدقهم و برائتهم الطفولية هى ما يجذبنا لهم ولحديثهم الشيق.